في Al Mokatam, Al Abageyah, Qism El-Khalifa, Cairo, Cairo (30.010500 31.340740)
تجرد مدرس بإحدى مدارس الأيتام التابعة لجمعية «رسالة» من آدميته، وتناوب الاعتداء جنسياً على طفل يتيم لا يتجاوز عمره 7 سنوات، لفترة تزيد على 6 أشهر دون وازع من ضمير، فيما تقدمت الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث ببلاغ للنيابة ضد رئيس مجلس إدارة رسالة، ومدير الدار، ومدرس الطفل بمدرسة الدار بالمقطم بتهمة هتك عرض الطفل «هـ. أ».
وكشفت التقارير التى أعلنتها الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث أن السيدة «إ. س» كافلة الطفل «هـ. أ»، التى تبّنته من دار الأيتام لتقوم برعايته اجتماعياً، اشتبهت خلال إحدى زياراتها أنه مصاب بمرض يجعله يعانى كثيراً أثناء قضائه حاجته، فضلاً عن اكتشافها تليفاً فى فتحة الشرج، مما جعلها تتوجه إلى مستشفى الدمرداش لتوقيع الكشف الطبى عليه.
«الوطن» حصلت على نسخة من تقرير مستشفى الدمرداش الذى جاء بتاريخ 14/3/2013، وأفاد أنه بعد الفحص تبين أن «الطفل (هـ. أ) يعانى من سلس بالبراز وعدم القدرة على التحكم وأوصى بعرضه على طبيب شرعى متخصص لتحديد مدى تعرضه للتحرش الجنسى من عدمه، حيث إنه أحد الأسباب المحتملة لحدوث سلس بالبراز للأطفال»، مما اضطر كافلة الطفل إلى التوجه إلى مركز استشارات الطب الشرعى التابع لكلية الطب جامعة عين شمس لتوقيع الكشف الطبى على الطفل -وفقاً للجمعية المصرية لمساعدة الأحداث- وتم تشكيل لجنة ثلاثية بعضوية «خديجة عبدالفتاح مصطفى أستاذ الطب الشرعى ومدير مركز استشارات الطب الشرعى، ومنى القطب موسى أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى بطب عين شمس، وياسر فؤاد العقيد أستاذ الطب الشرعى والسموم بطب عين شمس»، وكشف التقرير النهائى عن وجود علامات تشير إلى تكرار الإتيان فى الدبر منذ فترة تزيد ولا تقل عن 6 أشهر، وكذلك وجود علامات تشير إلى حداثة الفعل ذاته، طبقاً للتقرير.
ورأت اللجنة الثلاثية فى ختام تقريرها أن «الطفل تعرض منذ فترة زمنية تزيد على 6 أشهر للاعتداء الجنسى بالإتيان فى الدبر بصورة متكررة والذى مازال يمارس عليه منذ أقل من أسبوع حتى تاريخ هذا التقرير»، الذى تم تحريره فى 8 أبريل 2013 من عميد الكلية.
وقال محمود سيد البدوى المحامى ورئيس جمعية رعاية الأحداث لـ«الوطن» إن ما جاء بالتقرير الطبى يحمل بين طياته جريمة هتك عرض للطفل المذكور، وإنه ما زال يتعرض لوقائع هتك العرض منذ فترة طويلة، وحتى الآن دون توقف أو ملاحظة من إدارة المدرسة التى يدرس بها الطفل أو الدار المودع بها.
وأضاف البلاغ أن «الطفل المذكور سبق أن صرح للسيدة التى تكفله بأن من قام بالاعتداء عليه هو مدرس بالمدرسة الملحق بها الطفل والموجودة بمنطقة المقطم دائرة قسم الخليفة، وهو ذات الأمر الذى أكده الطفل أمام الدكتور هشام حتاتة أستاذ الطب النفسى والدكتور المعالج للطفل والمسئول عن علاج الطفل نفسياً منذ أكثر من شهر تقريباً من اكتشاف الواقعة».
وذكر البلاغ أن إدارة جمعية «رسالة» لم تبادر باتخاذ اللازم قانوناً نحو الكشف عن مرتكب تلك الجريمة، بل إن الجمعية أخذت تمارس ضغوطاً وتهديدات على السيدة التى تكفل الطفل حتى لا تحاول فضح الممارسات الشاذة التى وقعت بحق الطفل، على حد البلاغ المقدم للنيابة.
وطالب البلاغ بالتحقيق مع كافة العاملين بدار الأيتام لبيان مرتكب تلك الجريمة وإحالته إلى المحاكمة، بالإضافة إلى استدعاء كل من رئيس مجلس إدارة الجمعية، ومدير الدار، والسيدة «إ. س» كافلة الطفل، ومدرس الطفل بمدرسة الجمعية بالمقطم، وسرعة نقل الطفل إلى إحدى دور الرعاية الاجتماعية التابعة لإدارة الدفاع الاجتماعى بوزارة الشئون الاجتماعية.
وكشف البدوى عدم موافقة النيابة على إصدار قرار أمر ضبط وإحضار بحق دار الأيتام، مما اضطره لتقديم بلاغين للنائب العام والمحامى العام، مضيفاً لـ«الوطن» أن الجمعية حالياً تحتجز الطفل داخل الدار وتمنع عنه أية زيارات كما تم منع كافلة الطفل من زيارته.
فى سياق متصل قررت وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية تشكيل لجنة عاجلة للكشف على الطفل ومراقبة أعمال الدار والجمعية، وذلك بعد تقديم تلك التقارير الطبية لها.
وفى المقابل قال عاصم الخولى المستشار القانونى لجمعية «رسالة» إن تلك التقارير المعروضة من جمعية رعاية الأحداث هدفها التشهير باسم «رسالة»، مؤكداً أن الجمعية قامت بتوقيع الكشف الطبى على الطفل بمصلحة الطب الشرعى التابعة لوزارة العدل وأثبتت أن الطفل سليم ولا يوجد به أى شبهة للاعتداء الجنسى عليه بأى شكل.
وأضاف الخولى لـ«الوطن» أنه عقب تقرير مصلحة الطب الشرعى تم تحويل الطفل مرة أخرى إلى لجنة ثلاثية أكدت أيضاً عدم وجود أى علامة تؤكد الاعتداء جنسياً على الطفل.
واتهم الخولى السيدة «إ. س» بالتشهير بجمعية رسالة، معتزماً رفع دعوى قضائية عليها وعلى كل من اشترك فى التشهير باسم الجمعية، مشككاً فى التقرير الطبى الذى أكد الاعتداء الجنسى على الطفل والذى تم بمركز الطب الشرعى بجامعة عين شمس، قائلاً: «كيف يمكن أن نقبل بتقرير طبى من مركز خاص والسيدة الكافلة للطفل تعمل به؟».
وحول عدم نشر الجمعية لتقارير مصلحة الطب الشرعى التى تؤكد أن الطفل سليم، قال الخولى إن تلك التقارير حديثة وإنه تم تسلمها أمس وسيتم نشرها.
نحتاج منك تسجيل الدخول للتعليق. تسجيل الدخول من هنا.