حدثت هذه الواقعة تم التدخل فيها في 08/07/2013 في 12:28AM

في El-Tahrir Square, Cairo, Cairo (30.044340 31.235770)

شهادة حيه: كنت أسير في ميدان التحرير، في 30 يونيو 2013 الساعة 9:50، وكنت أبحث عن زملائي من ''قوة ضد التحرش''، وكان التحرش قد حدته بدأت في التصاعد بشوارع محمد محمود والمنطقة الواقعة بين شارع التحرير ومطعم ''هارديز''.

قبل دقائق من الحادثة، رأيت صفين من الرجال يمسكون في أيدي بعضهم البعض، وقد بدوا وكأنهم يعرفون بعضهم، وكانوا كما لو أنهم يشعرون بالفرحة والاحتفال.

تابعت البحث عن زملائي، وفي لحظة معينة، بينما كنت أسير باتجاه المتحف المصري، في مواجهة فندق ''كليوباترا بالاس'' المهجور، رأيت حشود من الرجال تركض باتجاه تجمع من الأشخاص على بعد أمتار، وبدأت أسأل الأشخاص المتواجدين حولي ''إيه اللي بيحصل؟''، فأخبرني شخص كان يبتعد عن التجمع أنها مشاجرة.

من تجارب سابقة في التطوع مع ''قوة ضد التحرش''، فإن التجمعات الملتفة حول ضحية الاعتداء يحاولون أن يبعدوا الآخرين، عبر نشر الشائعات عن الضحية بأنها ''جاسوسة'' أو ''عاهرة'' أو يحاولون إلهاء الأشخاص عبر إخبارهم أنها مشاجرة عادية.

توجهت إلى الداخل لمعرفة ما يحدث، وسألت مجددًا أحد المتواجدين حول الحشد الذي كان يشاهد ما يحدث من الصفوف الجانبية، قال: ''في نسوان جوه''، وكانت له لهجة صعيدية، وبدا مصدومًا بشدة، ولم يُكمل جملته.

وقالت مجموعة أخرى من المحتشدين إنها واقعة تحرش، فاتصلت بالخط الساخن لـ''قوة ضد التحرش'' للإبلاغ عن الواقعة، وكانت الضجة من حولي عالية جدًا، وبالكاد كنت أسمع زملائي عبر الهاتف.

بعدها، ركضت نحو المجموعة محاولًا عدم التورط في أي مشاجرات لمعرفة ماذا يحدث فعلًا.

رأيتها.. كانت الحشود تجذب الفتاة داخل دائرة من الشباب، تتراوح أعمارهم من 20 إلى 30 عامًا، وقد بدوا إليَ أن جميعهم متشابهين في الشكل، وكان بعض الرجال الأكبر سنًا المتواجدين حول الفتاة يحاولون إنقاذها، إلا أنهم تعرضوا للضرب وجُرح أحدهم في عينه.

وعند نقطة معينة، استطعت أن أرى شعرها وجزء من وجهها لثوان متفرقة، ثم عاودت الحشود مرة أخرى بجذبها داخل دائرة جهنم.

أجريت مكالمة هاتفية أخرى إلى خط ''قوة ضد التحرش'' الساخن لتأكيد الحادثة وإخبارهم بالمكان الذي كنا متواجدين به.

تحركت الحشود من آخر ميدان التحرير في شارع ميريت باتجاه مدخل شوارع وقصر النيل.

دخلت مجموعة مجهولة من الشباب وبدأت في ضرب أي شخص يقف في طريقتهم، ولا أعلم إذا كانوا فعلًا يساعدون أم أنهم كانوا المعتدين.

رأيتها مجددًا.. وهذه المرة كانت على الأرض وكان رجلًا بدينًا يرقد فوقها، وكانت الجموع لا تزال حولها؛ إما يقومون بضربها أو يحاولون جذبها بعيدًا.

جاءت سيارة سوزوكي صغيرة من شارع قصر النيل، وكانت الحشود تحاول أن تُدخلها في السيارة.

تسللت بالقرب من السيارة، وحاولت أن أحفظ أرقام اللوحة المعدنية للسيارة، ولكنني لم أستطع.

كنت ممسكًا بهاتفي في يدي، وكتبت الحروف بالحروف الإنجليزية، فلم يكن لدي الوقت لكتابتها بالحروف العربية، وحفظتها في رسالة فارغة للتأكد من أنني لن أنساها، وقد تبين أنه كان قرارًا حكيمًا.

سيارة سوزوكي بيضاء صغيرة (8 راكب).

حدث أمر ما جعل كل الجموع تهرب باتجاه مسرح قصر النيل، فأخذت ساترًا في كشك أمن ببنك الإسكندرية، لتجنب دهسي من قِبل الحشود، وأغلقت النوافذ الجانبية للكشك من حولي.

وقفت في ركن، وحاولت أن أجري مكالمة هاتفية إلى خط ''قوة ضد التحرش'' الساخن مرة أخرى لموالتهم بالجديد، وكانت الشبكة سيئة جدًا، وكان صراخ الحشود وضوضاء الشارع عالية جدًا، ولكنني استطعت الوصول إليهم وإعلامهم بالجديد.

حينئذ، صعدت مجموعة من الشباب على سطح السيارة، ممسكين بعصي في إيديهم لحمايتها- السيارة-، وكانوا قد أخذوا الفتاة إلى داخل السيارة، وانطلقوا بسرعة في طلعت حرب باتجاه قصر النيل.حاولت أن ألحقها، ولكنني لم أستطع.

المرة الأخيرة التي رأيتها فيها كانت في الساعة 10:06

''ده اللي بيحصل جوه الدايرة القذرة''

تصنيفات التعليقات اللمس الاعتداء الجنسي
تدخل أخرى

تعليقات

نحتاج منك تسجيل الدخول للتعليق. تسجيل الدخول من هنا.