at El-Tahrir Square, Cairo, Cairo (30.064120 31.257400)
أنا واحدة من المتطوعين في مجموعة "ضد التحرش". انضميت من أيام أحداث الإغتصاب الجماعي الي حصلت في نوفمبر ٢٠١١ في ذكرى محمد محمود. كنت فاكرة نفسي فاهمة و مستوعبة جدأ تفاصيل الإغتصاب الجماعي الممنهج ال بيحصل في التحرير واني على الأقل مهيئة ذهنيأ و اني لازم اتصرف بهدوء وحكمة، بس في الحقيقة الموضوع كان برة قدرتي تمامأ
في ٢٥ يناير ٢٠١٣، وصلت "غرفة العمليات" ال بنحضر فيها شنط الإسعافات و بنستقبل فيها المكالمات. إحنا متقسمين لمجموعات مختلفة كل مجموعة مسئولة عن حاجة معينة، من مجموعات "الميدان" البتوزع فلايرز و بتطلب من الناس إن لو شافوا أي حالات تحرش جماعي يكلموا الأرقام دي، لمجموعات "إنقاذ" ال بتتدخل بين الجموع و تحاول تنقذ البنت، لمجموعات "الأمان" ودي ال بتحاول توفر للبنت الأمان و الإسعافات الأولية، مش مهمة التفاصيل دي.
المفروض ان مجموعات الإنقاذ كانت هاتبدي شغل الساعة سابعة، واحنا بنحضر شنط الإنقاذ لقينا المكالمات بتطلب مننا التدخل بسرعة عند مجمع التحرير عشان في حالة هناك. نزلنا انا و متطوعين إتنين (ولد وبنت) بنجري بشنطة الإنقاذ ال فيها ملابس (عشان الأوساخ أول حاجة بيعملوها انهم يقطعوا و يجردوا البنت من هدومها) و إسعافات اولية. وصلنا لمجمع التحرير مالقيناش حاجة. جالنا خبر تاني اننا نروح عند هارديز عشان في حالة تحرش بتحصل هناك حالأ، جرينا و وصلنا لتجمع كبير و صراخ عند الناصية و أعداد مهولة مزنوقة على الرصيف. فهمت ان البنت أكيد بين الجموع دي بس ماشفتهاش، حاولت انا و البنت ال معايا الوصول ليها لكن فوجئت برجالة بتصرخ و تقولنا "هتتبهدلوا و مش هتطلعوا من هنا امشوا برة" و من قبل ما استوعب التهديدات لقيت مجموعة بتزنقنا و في ظهرنا عربية فول، ماكنتش فاهمة ازاي فيه ما لايقل عن ٥ ايدين بتمسكني من صدري و بتحشر إيديها في سوستة البنطلون و عشرات الرجال بتتدافع للوصول لينا. و كنت لسة متخيلة ان رد فعلي وصراخي "بس يا حيوان" هيفرق في حاجة. فضلت أصرخ بس يا حيوانات زي العبيطة مع اني عارفة ان الصريخ مش هيعمل حاجة. فكرة "الفضيحة ولم الناس" ال أنا متعودة عليها في الشارع ماكانتش نافعة. كنت باضرب وأزق وأصرخ. بس الحقيقة ان المتحرشين ماكانوش خايفيين من الفضيحة عشان هم الكثرة وكله شايف كله بيتحرش و يا بينضم يا مش بيقدر يعمل حاجة
كنت مضغوطة جدأ أنا وصاحبتي بين الناس و عربية فول (هي لابسة الشنطة على ظهرها وأنا ماسكة ومثبتة في إيدين الشنطة) و هي ماسكاني من كتافي جامد جدأ و بتقولي بصوت مطمئن و هادي جدأ (هي للأسف مرت بالتجربة دي قبل كدا و تداركها للموقف كان أهدى و أحسن مني بكتير) "ان إحنا بيتم الإعتداء علينا حالأ و ان أهم حاجة اننا نفضل مع بعض مهما حصل". ماكانش فارق معاها حاجة غير انها تطمني وفضلت تقولي "هنطلع هنطلع متخافيش إحنا مع بعض" فضلت تكرر "إحنا مع بعض إوعي يفرقونا" كتير جدأ. مسكت فيها جامد جدأ و أنا حاسة بكل الآيادي بتفعص في كل حتة في جسمي و بعد كدا ماحستش غير و هم بيزقونا. و في وسط كميات رهيبة و تدافع رهيب بنتحرك بعيد عن عربية الفول (ال كانت حامية ظهرنا) و فجأة بقينا في نص الشارع و ال ٥ ايدين بقيت أكتر بكتير. بيمسكوني من كل حتة في جسمي وباصابعهم يضعونها في مؤخرتي من فوق البنطلون و في سستة بنطلوني بمنتهى العنف و الوحشية
شعرت بشيء مدبب و خفت جدأ لقيت واحد بحاجة صغيرة مدببة بيحاول يدخلها أو يقطع بيها بنطلوني. كنت باصرخ و مخنوقة جدأ وباعيط و مش عارفة أعمل أي حاجة... فضلت أصرخ بهيستريا... فضلت أصرخ "حرام عليكم حرام عليكم" لفترة طويلة جدأ، مش عارفة ليه...ما كنتش شايفة صاحبتي خالص. كانوا بيشدوا الكوفية حولين رقبتي و بيخنقوني و بيجروني منها (أوحش حاجة إن الواحد يلبس كوفية في الاشتباكات) و أنا مخنوقة و مش عارفة أتنفس...نسيت كل النصائح ال اتعلمتها في المجموعة. نسيت اني لازم أبقى هادية و ان صراخي بيجذبهم أكتر. كل ما صرخت إعتدوا عليا بوحشية أكتر. و شفت بعيني شخص (أنا فاكرة شكله، أقل من عشرين سنة و قصير و في منتهى الوحشية) بيقطع البلوفر بتاعي و قطع البرا (ملابسي الداخلية) و قلعهولي و فضل يمسك صدري وفي نفس الوقت ناس بتنتهك جسمي من كل حتة. كنت قرفانة و تعبانة جدأ. حسيت اني بيغم عليا. كنت خايفة جدأ اني أقع على الأرض. تكاثرت الايادي و التدافع وأنا فجأة بطلت أصرخ، كنت مش عارفة أتنفس و دايخة جدأ وكنت خايفة اني أقع و أموت، انا فعلأ كنت حاسة ان الموت مش بعيد تمامأ. التدافع و الزحمة كانت لا تصدق
فضلت أقول للولد ال ماسكني من صدري اني باموت و فضلت أحاول أقنعه اني هاموت و اني مش عارفة أتنفس. في وسط كل التدافع دا و البلوفر وصل لرقبتي و بقيت عارية الصدر تماما و كل ال حواليا بيمسكوني من صدري و واحد بيحاول يفك حزام بنطلوني و يشد بنطلوني بعيد عن جسمي عشان يبقى في مكان لواحد تاني يدخل ايده. دخل ايديه جوه بنطلوني و قعد بصوابعه يخربشني و مسك فيا بكل قوة و حضني و قعد يصرخ "سيبوها يا ولاد الوسخة سيبوها" و هو بيصرخ بيدخل صوابعه كلها جوة بنطلوني وكتير بيمسكوني من صدري وناس كتير جدأ بتزق. وأحزمة بتضرب في كل حد في كل حتة. كنت حاسة اني هارجع ودايخة جدأ. معرفش فات وقت قد إيه وتدافعنا إزاي لحد ماوصلنا لركن في الحيطة و حمينا ظهرنا في الحيطة الجنب بيتزا هت و راجل قعد يضرب كل ال حولينا و يقول حرام عليكوا هتموت حالأ و قعد يصرخ هتموت منكوا بس الناس كانت لسة ملمومة. فجأة لقيت نار مولعة قدامي من سبراي و الجموع كلها بتتفرق، زي الحشرات. فضل المتحرشين لازقين فينا مكمليين إعتداء. و هنا شفت صاحبتي جنبي تاني. و أقذر المخلوقات ماسكني من كل حتة في جسمي و يصرخ و كأنه بيدافع عني و هو في الحقيقة إيديه جوة بنطلوني. يصرخ سيبوها سيبوها (كان كل تركيزي انه ميفكش حزامي، و في نفس الوقت كان في إتنين في منتهى الهدوء واقفين جنبي يمسكون بمؤخرتي. ولعوا نار أكتر و فجأة بقى في ممر اننا نجري ندخل بيتزا هت. الناس زقتنا لجوه و حاول باقي المتحرشين الدخول و الهجوم على الناس ال واقفة برا وكانوا بيصرخوا و يرزعوا على الباب. قفلوا الباب بالحديد تماما و ادوني بلوفر و صاحبتي دماغها كانت كلها دم
والله ال حصلي دا مايجييش ربع ال حصل لبنات تانية كتير
.محاولة إرهابنا مش هتنفع، إحنا غضبنا و إصرارنا بيتضاعف. أنا فعلأ آسفة لكل بنت عدت بأي حادثة شبيهه، وحياتكم ما هنسكت
Sorry, you need to be logged in to comment. Log in here.