at No Address, Cairo, Cairo (30.047550 31.238660)
http://صورة لامرأة تستقر فى وضع "كلب".. بجانبها أمسك رجل بطوق حول رقبتها اعتلتها عبارة "هو ده آخرك" هو المشهد الذى يجذبك معلقاً على "تيشرت" وضعه أحد باعة الرصيف بميدان طلعت حرب فى واجهة معروضاته متباهياً بأنه "التيشرت الأكثر مبيعاً"، لا تكاد تتجاوز الفرشة المستقرة على بعد أمتار من الميدان إلا وتجد بعض الباعة المستقرين بالشارع وقد ارتدوا "التيشرت" ذاته بألوان مختلفة بنفس الصورة التى تتوقف أمامها مندهشاً، من بين العديد من المعروضات الأخرى يجذبك تيشرت آخر يحمل صورة رجل أخرج جيوبه الفارغة وتوسطته عبارة "النسوان جابتنا ورا"، يخرجك صوت "محمود" صاحب "الفرشة" من شرودك بتساؤله مستنكراً، "بتبص على آيه يا باشا؟ ده بـ45".
"محمود" أو "حودة" كما اشتهر بين غيره من باعة الرصيف بميدان "طلعت حرب"، هو صاحب فكرة "التيشرت" الذى تباهى بتنفيذه فى مطبعته الخاصة، ووقف لبيعه على بعد أمتار من تمثال "طلعت حرب"، بعد عدة دقائق من الأسئلة التى تنهال عليه من المارة يبدأ فى الحديث وقد أثارت قلقه كثرة الأسئلة: "ده من كتر ما عجب الناس خلص دا أنا هعمل منه تانى كل المقاسات، عشان ده أكتر تيشرت بيتباع".
مسترسلاً فى الحديث يكمل قائلاً: "الفكرة جديدة والناس بتدور على الجديد، وأى حاجة مطرقعة بتعجب الناس، إحنا بنهزر يعنى"، يكمل قليلاً ثم يعلق ساخراً "وبعدين هو فى حاجة جابتنا ورا غير النسوان"، تتعالى ضحكاته مع مجموعة من الباعة الذين وقفوا حوله ارتدى أحدهم التيشرت باللون الأسود، ثم يكمل قائلا: "أنا اللى بنفذ التيشرتات دى ولما عملت الشكل ده الناس كلها اشترته، الناس بتدور على الجديد"..
بالنسبة "لمحمود" وزملائه من باعة الرصيف الصورة التى توسطت التيشرت لم تكن سوى مجرد "سبوبة"، أما بالنسبة للحركات النسائية التى علقت على وجود مثل هذه الصورة التى تباع على أرصفة وسط البلد، فوصفتها بأنها انتهاك صارخ لآدمية المرأة.
"مايكل نزيه" عضو حركة "ثورة البنات" كان له رأى آخر على هذه الصورة التى بدأت فى الانتشار قائلاً: الصورة التى ظهرت على التيشرت تعكس الأمراض الاجتماعية الجسيمة الموجودة فى مصر، والانتهاك الصارخ لآدمية المرأة وحقوقها كإنسان له كرامة تحولت فى وجهة نظر الشارع إلى "كلب" يجر بطوق.
يكمل "نزيه" بغضب واضح من الصورة: أساليب انتهاك المرأة وإهانتها تجاوزت الحدود التى يمكن السكوت عنها، بداية من التحرش فى الشارع، والتعامل معها ككم مهمل أو شخصية لا رأى لها فى المجتمع، وصولاً إلى تشبيهها بالكلب على تيشرت يرتديه الرجل بفخر.
وعن رأيه فى تصعيد الأمر يقول: أرى أن الجهات الحكومية والحركات المناهضة للعنف ضد المرأة عليها التدخل لمنع مثل هذه الصور التى تعكس إهانة المرأة، ويجب أن يخضع باعة هذا التيشرت للمساءلة، لمنع هذا التجاوز الصارخ فى حق المرأة التى تحولت كرامتها إلى سلعة رخيصة على الأرصفة.youm7.com/News.asp?NewsID=1107669
Sorry, you need to be logged in to comment. Log in here.