at El-Tahrir Square, Cairo, Cairo (30.045100 31.257400)
الذين يتحدثون عن التحرش هم المتحرشون "جملة قالها واحد صاحبي بعد ما حكيتله على التحرش الجماعي إللي بيحصل في ميدان التحرير. كان في حالة كاملة من اللي حكيتهوله وقاللي ده اسمه اغتصاب جماعي مش تحرش
Denial
من فترة كبيرة و ظاهرة التحرش شغالة فى الميدان ، في الأول كنت حاجة كدة فرداني يعني كل واحد و شطارته ولكن مع الوقت بقت ظاهرة التحرش دي منظمة جداً لدرجة التطابق بين الحالات. في الأول تلاقي لمة و هيصة إن في حاجة بتحصل. أول نظرة تلاقي دايرة ملمومة على بنت يتهيألك إن في ناس بتحاول تتحرش بالبنت دي والباقي بيحاول ينقذوها لكن الحقيقة المرة إن في المعظم بيبقى حاميها حراميها يعني اللي بيعمل نفسه ببينقذ البنت عشان ينوبه من الحب جانب. هدف الناس دي انهم يخوفوا البنات انهم ينزلوا الميدان عشان ميحصلهمش تحرش.
مجموعة من الحركات والمبادرات رصدوا العملية دي و قرروا انهم يعملوا حاجة اسمها "قوة ضد التحرش" أول ما سمعت عن الموضوع ده اهتميت جداً اني أنضم للناس دي و نحاول نعمل أي حاجة عشان ننقذ البنات اللي بيتحرش بيهم. كنت فاهم في الاول اننا كرجالة نازلين ندافع عن البنات المساكين اللي بيتعرضوا للتحرش.
امبارح كان أول يوم أنزل مع المجموعة و كنت في مجموعة اسمها مجموعة التدخل و دي مهمتها انها توصل للبنت المعتدى عليها و تحوطها عشان تيجي بعد كدة مجموعة تانية تحاول توصل بالبنت لمنطقة أمان. قبل ما ننزل الواحد قعد يذاكر كويس المفروض يعمل إيه في خياله كدة، بس اللي شفته كان درب من دروب الجنون! صريخ و ضرب من كل ناحية و احنا مش عارفين نوصل للبنت من كتر الناس اللي حواليها، منهم اللي واقف بيتفرج واللي بيزاحم يمكن يلطش كدة ولا كدة. و قلة مندسة فعلاً نفسها تساعد بس هما مش عارفين يعملوا إيه و من تدافعهم بيدوا فرصة أكبر للحيوانات البشرية انها تتمكن من البنت أكتر و أكتر. بعد مجهود طويل و ضرب و زعيق بتقدر مجموعة التدخل انها توصل للبنت و تحوطها في مدخل عمارة مثلاً أو في حتة مقفولة عشان محدش يقدر يوصلها و تبدأ مرحلة التفاوض على إخراج البنت من المكان ده واللي غالباً بتنتهي إن احنا لازم نطلب إسعاف عشان نقدر نخرج بالبنت سليمة على قد ما نقدر.
أنا بعد أول حادثة و احنا بندخل واحدة زميلتنا فالمجموعة الإسعاف حسيت بيأس رهيب إن "و احنا هنقدر على العالم دي ازاي و احنا ما نجيش 10 على بعضنا" و فضلت الفكرة دي في راسي و أنا بجري ورا عربية الإسعاف عشان نوصل بيها لحتة أمان. لحد ما قبلتها هي و 2 من زمايلنا إللي ركبوا معها الإسعاف و كانت بتبتسم! قلت لنفسي إذا كانت قادرة تبتسم تبقى قدرت تهزم كل المتحرشين دول لوحدها من غير مساعدة مننا، الكلاب دول هدفهم الوحيد انهم يكسروا إرادة البنات عشان مينزلوش و يعبروا عن رأيهم و هي نزلت و عدت فى التجربة دي كلها و قادرة انها تضحك, الصراحة حسيت اني بصغر جدا قدامها و قدام روحها القوية و ابتسامتها و ضحكتها اديتني القوة اني اكمل و ان اي مجهود الواحد بيحس بيه في الاشتباك مع الجموع الغفيرة دي ما يساويش حاجة قدام انك تشوف واحدة بعد التجربة دي قادرة تبتسم في وش المصيبة.
خلاصة القول إن احنا مش شوية رجالة وخدانا الشهامة و نازلين ندافع عن بنات مساكين! الحقيقة اننا بنستمد منهم قوتنا عشان نكمل. تحية لكل واحدة قادرة رغم كل اللي حصلها أو ممكن يحصلها تقف و تقول لا للتحرش و بتثبت ان الرجولة مش مجرد صفة وراثية,احنا من غيركو مكناش قدرنا نعمل أي حاجة.
Sorry, you need to be logged in to comment. Log in here.