at No Address, Cairo, Cairo (30.048960 31.230950)
على كوبرى 6 أكتوبر حوالى الساعة السادسة م. قررت إنى أنزل من التاكسي وأهرب من الزحمة و الطريق اللى مش بيتحرك. مشيت على الرصيف متجهة الى منزل المشاه وقرب منى اتوبيس نقل عام و سمعت واحد بيقول "يا قط."بصيت لمصدر الصوت لقيته رجل ملتحى مش صغير بيعاكس، سيبته و مشيت بخطوة اسرع و مردتش عليه و سبقت الاتوبيس، حصلنى الاتوبيس تانى و المرة دى تمادى الرجل فى نظرات و حركات غير لائقة فيها ايحاءات جنسية، استفزيت و قررت اكسفه، قلتله" عيب على دقنك بتعاكس" توقعت انه حيسكت و يتكسف فاجئنى بأنه ابتدى يزعق و يقولى "هو انا جيت جنبك، هو أنا لمستك يا شرموطة يا متناكة،" و الفاظ تانية كتير مش فاكرها من كتر ذهولى! دمى فار انه كمان بالبجاحة دى و بيرد و قررت انى مش هفوت المرة دى و مش حسكت لانه عدى كل الحدود و بيتصرف كأنه من حقه يستبيح جسمى و يطلق العنان لخياله المريض لمجرد انى ماشية قدامه و أنه ما لمسنيش. وقفت و رديت عليه و قولتله،" أنت قليل الأدب و سافل كمان، بتشتمنى علشان مش عاجبنى انك بتعاكس؟!"
الطريق كان واقف تماما و هو كان لسه فى الاتوبيس و معاه ورق ملفوف حاول يضربنى بيه زى الأطفال من الشباك, تدخل بعض الناس اللى فى الأتوبيس و حاولوا يمسكوه و يهدوه و هو بيكمل شتيمة و يقولى يا بنت المتناكة، و انا واقفه مذهولة من جرأته.
قررت انى حمشى، لأنى خلاص هزأته و اكيد حيفكر ميت مرة قبل ما يعملها تانى، بلف ضهرى علشان اكمل طريقى لقيته صوته على، بصيت ناحية الصوت لاقيته جاى ناحيتى و هو بيشتم وقفت فى مكانى مش فاهمة هو عايز يعمل ايه و جايلى علشان ايه لحد ما كفه نزل على وشى. انا كنت لسه على الرصيف و هو كمان و كمل ضرب بايديه على وشى من الناحيتين، وانا كل اللى بفكر فيه إزاى أعلمه الأدب و اخليه يبطل يتحرش هو و غيره. قررت انه لازم يتحبس و انى مش حفوتها زى ما بيحصل كل مرة و ابتديت ازعق انت فاكر نفسك ايه انت متحرش كمان بتضربنى يا متحرش, انت متحرش. و تقريبا علقت على الجملة دى و هو بيكمل ضرب لحد ما الناس أتجمعت، كان الاتوبيس أتحرك خطوات و أنا على الرصيف و العربيات جنبى و ان الناس أبتدت تشوفنا و أصوات كتير حواليا بتزعق تسألنى هو عمل ايه... مكنتش شايفة مين اللى بيسأل و لا عارفة اتوازن بس ردي"بيعاكس... و مش عاجبه انى مش راضية بالتحرش، يا متحرش، ده اسمه تحرش." الناس شالته و ابتدوا يضربوه و لقيت نفسى بصرخ محدش يضربه محدش يضربه. سمعت صوت حد بيسألنى عايزة تعملى فيه ايه قلت اوديه القسم لازم يتحبس انا عايزة احبسه علشان يتعلم الأدب. ردوا عليا القسم مش حيمعله حاجة إحنا حنضربه و نعلمه الادب، صممت إنى أوديه القسم لقيت الناس بتوديه على ميكروباص و بيقولولى اطلع معاه..
طلعت المايكروباص و الناس بتسأل ايه اللى حصل و انا من غير ما أفكر برد بيعاكس لحد ما مواطن ظريف سألنى بلا مبالاه يعنى هو قالك ايه يعنى فوتى! دمى فار و ابتديت ازعق و الستات اللى فى المايكروباص ابتدوا يتكلموا بعد ما كانوا ساكتين بيحاولوا يهدونى... و واحدة قالت ما هى لابسة محترم اهى يعنى مش لابسة حاجة ملفته... (انا كنت لابسة بنطلون جينز و عليه جلباب واسع و رابطة شعرى علشان كنت متجهة لمظاهرة) دمى اتحرق تانى و رحت باصة للستات اللى فى المايكروباص كانوا حوالى 5 و كلهم محجبات و اعمار مختلفة,,, سألتهم انتوا محجبات، فيه واحدة منكم مبتتعاكسش يوميا! كلهم سكتوا بصيت للراجل اللى وجهلى كلام و قولتله انا معرفش مراتك و لا بناتك لو عندك بنات بس لو بيمشوا فى الشارع كل يوم يبقى اعرف انهم كل يوم بيتعاكسوا دا ان جت على اد المعاكسة و محدش منهم بيقولك علشان انتم كلكم متحرشين اللى بيعاكس و اللى بيتفرج و بيلوم على البنت...
المايكروباص وقف عند دار القضاء نزل الناس و السواق كان عايز ينزلنى أنا و المتحرش و أنا اتصرف، و اضطريت انى اخطب خطبة عصماء تانية زى اللى فاتت علشان الشهامة تنقح عليهم و يودوه القسم... نجحت لدرجة انى اقنعت واحد من الركاب كمان انه يجى معايا... (اكتشفت بعد ما وصلنا القسم ان المواطن ده دخل معايا القسم و هو مش معاه بطاقة، احب اشكره على شهامته) السواق و التابع و المتحرش فى وسطهم كانوا فى كابينة السواق و انا و المواطن اللى قرر انه يشهد فى الكنب اللى ورا السواق. المتحرش ابتدى يكلمنى و يقولى انا معملتكيش حاجة و الله مكان قصدى و يعتذر فالسواقين حاولوا يقنعونى أنزله و انى أخدت حقى ابتديت ادى محاضرة تالته علشان اقنعهم انهم يوصلونى للقسم و كلمت المتحرش و ساعتها قررت انى اتكلم مع المتحرش و أفهمه انى حسجنه ليه. قلتله انه لو كان اعتذر او سكت كان ممكن اسامحه و اقول معذور ما فيه بنات بترضى و عايز يجرب بس انه يشتمنى و يضربنى بالثقة ديه حوالى دقايق لحد ما الاتوبيس يتحرك و الناس تشوفنا و تتدخل علشان رفضت انى اتعاكس يبقى لازم انى اوديك للقسم علشان احمى غيرى لانه مش حقى لوحدى... افتكرت الضرب و كرامتى وجعتنى جدا فكملت بتتشطر عليا و تضربنى علشان انت أقوى علشان تثبت انك راجل اللى يمد ايده على واحدة ست و يتبلطج عليها يبقى مش راجل.. انت مش راجل، ساعتها السواق اتحفنى بالمفاجأة الاكبر و قالى و الله يا أنسه احنا افتكرناه جوزك بس لما سمعنا انه بيعاكس نزلنا نحوش! و بص للمتحرش و قاله بصراحة انت غلطان مكانش حقك تضربها و بعدين هى معاملتلكش حاجة تستاهل! طبعا انا دمى فار تانى و مرارتى كانت اتفقعت بس بما انهم خلاص هيودوه القسم قلت مافيش داعى للكلام و ابتديت اكلم زمايلى و اقولهم انى رايحة القسم.
اخيرا وصلت قسم الازبكية و لقيت زمايلى كلهم مستنينى و معاهم محاميين ( احب اشكرهم كلهم بجد كنت محتجاهم معايا و اللى مقدرش ييجى و زعل انى مقلتلوش انا بعتذر و مقدرة جدا دعمكم ليا)
كتبنا المحضر فى القسم و المتحرش اعترف بواقعة التحرش اللفظى و اثبت الضرب بتقرير الطبي الشرعى و رجعنا قسم قصر النيل اللى اتضح ان الواقعة تابعة ليه لاستلام بطاقتى الشخصية و تحويل الاوراق و فهمت انى لازم امثل امام النيابة اليوم اللى بعده رحت النيابة و دخلت لوكيل النيابة الاول اللى اكتفى بالمحضر و ما سألش و لا سؤال و المحامين طلبوا انى اتكلم و اذكر تفاصيل الواقعة و كافة الالفاظ الظريفة اللى اتهزأت بيها فى الشارع على كوبرى اكتوبر على مرأى و مسمع شعب مصر العريق...
المحاميين بلغونى اننا حندخل لوكيل نيابة تانى مفهمتش ليه و كنت تعبانة جدا فمسألتش. دخلنا عند وكيل النيابة التانى اللى بدأ يسأل عن تفاصيل الواقعة قلت خير طلب الشاهد و سألنى فى وجوده ايه اللى حصل فسردت اللى حصل و الالفاظ النابية اللى اعتدى بيها عليا برغم صعوبة الموقف تانى قدام الموظفين اللى فى الغرفة و المحامين و الشاهد علشان اثبت واقعة التحرش بألفاظ نابية. قاطعنى وكيل النيابة و سأل المتحرش ايه اللى حصل اللى فاجئنى برواية جديدة عن الواقعة... أل ايه الاتوبيس كان حيدوسنى فا هوا اضطر يزقنى بعيد علشان هو و انا مننزلش تحت الدب بتاع الاتوبيس فالناس افتكروه بيضربنى.. انا معرفش يعنى ايه دب لحد دلوقتى، كل اللى اتقالى انه ليه علاقة بالأتوبيس، قلت كويس اننا عملنا تقرير الطب الشرعى و ان تحت عينى ورم مكان الضرب لان بقية الوجع مكانش باين. وكيل النيابة سأله امال اللى فى وشها ده ايه و الشهود بيقوله انك ضربتها ليه و حسيت انه مش مصدقه.. اتطمنت و قلت واضح انه مهتم اكتر من اللى قبله خير وسألنى على بطاقتى.. قدمتها... بص فيها و ابتسامة عريضة ملت وشه مفهمتش موقعها من الاعراب بس قلت اكيد صور البطاقة عار عادى... بصلى بنفس الضحكة العريضة و قال لى: الاختلاف كبير، مخى راح انه ممكن بيشك انه انا فابتديت افكر انى احط الاشارب اللى رابطاه على رقبتى علشان يتأكد انه انا و بعدين ادركت لما كتب البيانات انه ده مش قصده فرديت انا نفس الشخص فرد بنفس الضحكة العريضة اه بس الاختلاف كبير قوى فهمت قصده و رديت انا نفس الاخلاق و نفس اللبس الحاجة الوحيدة اللى اتغيرت هى مكان الاشارب اللى كان على راسى... توقعت انه رد كافى... عاد لتالت مرة بنفس الضحكة بس الاختلاف كبير قوى و هو بيقارن ما بين الصورة و الاصل... حسيت انى عايزة افكره انى جاية فى قضية تحرش و انه بموجب وظيفته مش من حقة انه يعلق على شاكلى او لبسى لان دا تصرف غير مهنى، بس اللي سكتنى ان المحضر فى ايده... نتيجة النيابة كانت اخلاء سبيل للمتهم على ذمة القضية , وكيل النيابة ركز على واقعة الاعتداء بالضرب مع ان الشهود اثبتوا الالفاظ اللى تثبت التحرش اللفظى
المحاميين قالولى نكلم رئيس النيابة محاولة اخيرة يمكن يلغى قرار الإخلاء حتى اربع ايام فى السجن لمتحرش اكيد حيكونوا قرصة ودن لحد المرافعة لو فكر يتحرش تانى. بعد ما دخلت عند رئيس النيابة و شرحت سبب دخولى و هو حماية افراد اخرى منه لحين الجلسة خاصة انى متأكدة من ان لولا تدخل الناس كان هيحصل تحرش جسدى، رئيس النيابة استدعى وكيل النيابة و طلب دخولى مرة اخرى. فهمت بعدما دخلت ان قرار وكيل النيابة باخلاء سبيل المتهم مع وجود شهود و تقرير طبيب شرعى مش حيتغير. رئيس النيابة قعد يشرحلى انه لو حبسه كده كده حيطلع بعد اربعة ايام و انه لو حبسه يبقى بيقف فى صفى ضده و ان ديه مش وظيفته و انه جهة تنفيذ قانون و ليس جهة تشريع قوانين و انه بموجب القانون المتحرش حياخد من 3-6 سنين حبس و انى اخدت حقى و حاول انه يفهمنى انى حاخد حقى و انى واحدة محترمة لانى قلت اللى حصل بالنص مزودتش تفاصيل كانت ممكن تعلى العقوبة عليه زى غيرى و انى مش لازم اسمع كلام الاعلام عن الداخلية... كلام كتير حسسنى انه بيبرر خروج متحرش للشارع . كل كلامه كان هادى جدا بس الجملة اللى استوقفتنى كانت... "هو اى واحد يضرب اى واحد تانى فى الشارع ححبسه..." طبعا انا حواجبى وقفت ثانيتين فى الهوا! المشكلة مش مشكلة انى اقف لنفسى و أسعى انى اجيب حقى المشكلة اننا فى مجتمع اصبح معتاد على جرائم التحرش و بقى شايفها حاجة عادية. انا فى اخر حوارى مع رئيس المباحث لقيتنى بعتذر لرئيس المباحث انى متمش اغتصابى علشان اعرف اخد حقى... غلطتى انى فلت!
حيتم نظر القضية يوم 19 يونيو امام محكمة عابدين. من المتوقع عدم حضور المتهم علشان يقدر يستأنف بعد صدور حكم غيابى. و متوقع عدم تنفيذ الحكم فى حالة صدوره نظرا للحالة الامنية الحالية.
السبب الرئيسى من كتابة شهادتى هو انى اشجع النساء على التصدى للتحرش. فيه اصدقاء ليا كتير تم التحرش بيهم و فى حالات اقوى بكتير من حالتى و معرفوش يقبضوا على المتحرش أو يحاكموه و غيرهم خافوا على سمعتهم أو من نقد المجتمع. كل اصدقائى اللى خاضوا تجربة مماثلة متفقين معايا على ان:
رجل الشارع مبقاش بيفرق ما بين المغازلة و التحرش
المجتمع بيستبيح التحرش اللفظى للمرأة (حتى مع اظهار المرأة لرفضها) و اعتبارة حق مشروع مرتبط بتقدير المتحرش الشخصى لمقدار جمال الضحية و ملبسها و مكان تواجدها و التوقيت اللى هى نازلة فيه.
التحرش بيستخدم كوسيلة لقمع المرأة و اخضاعها لسيطرة المتحرش
المواد القانونية الحالية غير كافية للتصدى لظاهرة التحرش الحالية
خضوع المرأة و قبولها للاهانة و التحرش و عدم التصدى للتحرش خوفا من نقض المجتمع ساعد على نشره
التحرش ظاهرة مجتمعية محتاجة مجهود مننا كلنا علشان تتعالج، تجاهلها مش هو الحل!
Sorry, you need to be logged in to comment. Log in here.